كيف يتم إحياء الأنهار المفقودة في مدننا؟

The Cheonggyecheon stream in Seoul. Photograph: Blue Devil / Alamy Stock Photo

تم بناء العديد من الممرات المائية في العالم خلال القرن التاسع عشر - وقد نُسي بعضهم منذ زمن طويل. و الآن يحاول النشطاء تسليط الضوء عليهم لعصر جديد بحملة جديدة تحت إسم "ضوء النهار" "Daylighting".

إن معظم سكان المدن ليسوا على دراية بالممرات المائية الجوفية التي تتدفق تحت أقدامهم، حيث أن العديد من المدن نسيت الأنهار التي دفنت تحت الأرض لأكثر من قرن.

في باريس، تم استخدام تيار يسمى بييفر"Bièvre" يتدفق عبر الضفة اليسرى، ويندمج مع نهر السين بالقرب من "Gare Austerlitz". في القرن التاسع عشر، وصفها فيكتور هيغو بأنها واحة حضرية شاعرية، ويُشاع أن مياهها لها خصائص سحرية. ولكن بمرور الوقت، تجمعت طواحين المياه والدباغة وصانعي الأحذية حول بييفر، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر أصبحت تشكل خطراً على الصحة. فأدى تحول البارون هوسمان للمدينة إلى دفنها تدريجيًا تحت الأرض، حتى اختفت تمامًا من المناظر الطبيعية الباريسية في عام 1912.

منذ ذلك الحين فشلت العديد من الجهود لإحياء "Bièvre" ، ولكن في عام 2020 أعلن مجلس مدينة باريس عن نيته لاستعادة الممر المائي المنسي كجزء من طموحه لإعادة الطبيعة إلى المدينة.حيث صرح دان ليرت نائب العمدة "يمكن للأجسام المائية أن تخفف من تأثير الجزيرة الحرارية عن طريق امتصاص الحرارة، ويمكن أن تساعد أيضًا في منع الفيضانات عن طريق حمل مياه الأمطار الزائدة." و أضاف نائب العمدة المسؤول عن المناخ والمياه والطاقة، بعد إعادة انتخاب العمدة آن هيدالغو في عام 2020: "لم تعد نهضة بييفر فرضية غير واقعية". هناك حاجة حقيقية لمزيد من الهدوء.، مساحات خضراء في باريس! "

A river in Yonkers, New York, revealed by daylighting. Photograph: rblfmr / Shutterstock.com

إن نهر بيفر ليس النهر الحضري الوحيد الذي شهد نهضة.

في جميع أنحاء العالم، تتطور عملية "ضوء النهار" (عملية الكشف عن الأنهار المفقودة، والمعروفة أيضًا باسم "إزالة الغطاء") ببطء ولكن بثبات. في عام 2014، "أضاءت أوكلاند" مجاري فيربورن وباراهيكو المحمية. افتتحت شيفيلد منتزه Porter Brook للجيب في عام 2016، وعلى مدار العقد الماضي، كانت مدينة يونكرز بنيويورك تكتشف نهر Saw Mill، المدفون منذ عشرينيات القرن الماضي. مدريد ومانشستر ومدينة نيويورك تدرس أيضًا مشاريع ترميم مماثلة.

تمت تغطية معظم هذه الأنهار الحضرية أثناء التحضر في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ومع تدهور جودة المياه، تم وضعها تدريجياً في مجاري تحت الأرض وتحولت أحيانًا إلى منابع جارية، مما ساعد أيضًا على منع الفيضانات. ولكن مع تكنولوجيا وهندسة اليوم، فإن إبقائهم تحت الأرض في كثير من الأحيان لم يعد له معنى بعد الآن. في الواقع، تدرك المدن أن فتح الأنهار القديمة يمكن أن يساعدها على التكيف مع تغير المناخ.

يقول آدم برودهيد، العالم في شركة التنمية المستدامة Arup الذي كان يبحث في مشاريع ضوء النهار في جميع أنحاء العالم: "إن دفن الأنهار تحت الأرض في النهاية ليس حلاً لأنهم مستمرون في البقاء هناك، وعلينا أن نتعايش معهم". "النهج الأكثر استدامة، عندما يتعلق الأمر بالتكيف مع تغير المناخ في المستقبل، هو التفكير فيما إذا كان بإمكاننا التعايش معهم كقنوات مفتوحة مرة أخرى، وأعتقد أنه عندما يتم التفكير بعناية، فإن الإجابة هي: نعم يمكننا ذلك. هناك الكثير من الأمثلة حيث يمكنك أن ترى تجسد ذلك.

مع تزايد تواتر فترات هطول الأمطار الغزيرة، أصبحت المدن أكثر عرضة للفيضانات المفاجئة. في شيفيلد، حيث انهارت المجاري المائية في السنوات الأخيرة، تم تجسيد ضوء النهار في Porter Brook كمشروع للدفاع عن الفيضانات. لقد كان ناجحًا جدًا لدرجة أن المزيد من الخطط جارية لتنظيف وتطوير نهري Sheaf و Porter.

The Ravensbourne river in London. Photograph: Dan Kitswood / Getty Images

يقول برودهيد: "تقترب Culverts في جميع أنحاء المملكة المتحدة من 200 عام وبدأت في التدهور". "إذا تم رطمهم - وهو ما يفعلونه غالبًا - فهذا عبء صيانة، لذا فإن فتحهم مرة أخرى سيؤدي غالبًا إلى تحسين مخاطر الفيضانات."

على الرغم من أن مصطلح "ضوء النهار" لا يزال غير مألوف لمعظم الناس، إلا أنه ليس مفهومًا جديدًا. كانت مدينة زيورخ تفعل ذلك منذ أواخر الثمانينيات، وتم تحويل هذه الممارسة - المعروفة في سويسرا باسم Bachkonzept أو "مفهوم التيار"، إلى قانون لمنع اختلاط المياه النظيفة بمياه الصرف الصحي الملوثة. حتى يومنا هذا، عادت زيورخ إلى الظهور على بعد حوالي 15 كيلومترًا من الجداول، التي تتدفق عبر المدينة إلى بحيرة زيورخ أو نهري ليمات وجلات.

كان يُنظر إلى وجود مياه نظيفة تتدفق عبر الأنهار بدلاً من المجاري على أنها فرصة لإحياء مناطق معينة وتحسين نوعية الحياة. لكنها جعلت أيضًا نظام المياه أكثر كفاءة. تعمل التيارات على تحويل 200 إلى 250 لترًا من المياه النظيفة من نظام الصرف الصحي في الثانية، مما يقلل بشكل كبير من تكاليف معالجة مياه الصرف الصحي.

يقول ماركوس أنتينر، الذي كان يعمل في Bachkonzept في مجلس مدينة زيورخ منذ بدء المشروع: "يمكنك توفير المال لأنك لست مضطرًا لبناء مثل هذه المحطة الكبيرة لمعالجة مياه الصرف الصحي". ومع ذلك، يشير أيضًا إلى أن سويسرا لديها نهج خاص فيما يتعلق بجودة المياه. "نحن في منبع بعض الأنهار الكبيرة، مثل نهر الراين والرون. نبدأ بالمياه النظيفة، لذلك نحاول التأكد من أنها لا تزال نظيفة عندما تغادر البلاد ".

تعد Cheonggyecheon في سيول واحدة من أكبر وأبرز الجداول الحضرية المستعادة، والتي افتتحت في عام 2005 وكان لها الفضل في تنشيط حي بأكمله. تم تشييده في مكان كان يقف فيه طريق سريع مرتفع، وتحول التيار والمناطق المحيطة به إلى حديقة عامة حيث يتجمع الناس في نزهة أو تناول مشروب بعد العمل.

Arcadia Creek in Kalamazoo, Michigan, was daylighted between 1982 and 1995. Photograph: Atomazul / Shutterstock.com

على الرغم من أن Broadhead يجادل بأن Cheonggyecheon ليس مشروعًا حقيقيًا كمثال لحركة "ضوء النهار" بقوله (لا يزال النهر يتدفق في قنوات تحت الأرض، والمياه التي يتم ضخها من خلال النوافير في المصدر)، لكنه يعترف بأنه هذا الإحياء قد قام بعمل جيد للمساعدة في نشر المفهوم وإظهار فوائده. حيث يقول: "إنه حقًا مثال جيد على حركة ضوء النهار الثقافي، لأنه أحد أفضل الأمثلة المعروفة ويساعد في زيادة الوعي به".

في لندن، يعمل برودهيد حاليًا على مشروع لفتح بركة برانش هيل على حافة هامبستيد هيث، والذي يأمل أن يثير اهتمام الناس أكثر بنهر ويستبورن الضائع القريب. يقول: "إذا كان يمكن أن يساعد الناس على إدراك أن هناك مياه تتدفق عبر منطقتهم، فإنها تجلب ذلك الجزء من الموائل". "لكنها أيضًا تلك البذرة الصغيرة التي سيتم زرعها لتشجيعهم والأجيال القادمة على التفكير في المكان الذي يمكنهم الانفتاح عليه أكثر."

بقلم جوليا ويبستر أيوسو الأربعاء 13 أبريل 2022

https://www.timeout.com/climate-action/how-cities-lost-rivers-are-being-revived

ترجمة و تعديل عبدالصمد العابدي العلوي